قدر ما تألمت أمي وقدر ما سيتألم ابي أكرهك أنت ومن
سبقوك، أبي الذى رأى فيك الأمل وعارض رأيي فيك وانتخبك .. كى يري مصر جميلة منيرة
بك وبشعبها، أبي كان الذى كان يحبك قد كرهك قبل أن يعلم أن جسده ملئ بالأورام
الخبيثة، وسيكرهك أكثر فأكثر كلما تألم، وكلما أجبره ألمه علي التخبط بين جدران
مستشفيات الحكومة العفنة، مصانع الموت الخالية من أدني معاير الصحة واحترام أدمية
البشر، وكلما رأى أمثاله يتنعمون فى مستشفيات الجيش لأنهم ذوو صلة بمؤسساتك
العكسرية، سيدى الرئيس أتعلم أن أبي لم يضع سيجارة فى فمه حتي يستشري المرض اللعين
فى جسده، ويعيش فى مدينة جديدة من عشرات السنين منذ أن كانت صحراء لا يسكنها سوى الأشباح
وهي بيئة نظيفة لا ترعي في اجساد سكانها الامرأض الخبيثة اللعينة، تلك الأمراض
التي غزت البيوت المصرية كانها انفلوانزا وأصبحت أمرا مألوفا لدى المصريين كما
الاهانة داخل المستشفيات الحكومية، فالغلابة من شعبك يا سيادة الرئيس قد تجرعوا
الوهم الذي صنعته مؤسساتك حين صدروا لهم جهاز الكفتة آملين فى الهروب من آلام
المرض، ألم تعلم يا سيدى الرئيس انك ومؤسساتك الراعي الرسمي لتردى الوضع الصحي فى
مصر وانتشار الأمراض الخبيثة، ألم تعلم يا سيدى الرئيس أن رغيف العيش القابع علي
موائد المصريين مصنوع من قمح فاسد ومسرطن، وأن الأراضي الزراعية ترش يوميا
بالمبيدات المسرطنة، وأن البذور المستخدمة فى الزراعة فاسدة،
سيدى الرئيس ألم تعلم أن أخي الصغير البرئ من ذوى الاحتياجات
الخاصة، جئنا به من بلدتنا الصغيرة إلي قاهرة المعز بحثا عن العلاج المتطور
والمدارس المتخصصة آملين أن نجد رعاية أكثر فى العاصمة ولم نجد سوى الطوابير أمام
مستشفي أبو الريش، كما لم نجد سوى عضة فى أذن أخي وآثار الضرب المبرح يملؤ جسده
حين أدخلناه مدرسة التربية الفكرية لمدة أسبوع واحد فقط ، وظل أخي بجوارنا فى
منزلنا المتواضع دون رعاية ملائمة تعمل علي تطوير قدراته كي يستطيع الاعتماد علي
نفسه فى مصر التي فقدنا فيها الدف والامان، اخي الصغير يكرهك ايضا يا سيدي الرئيس
ودائما ما يردد لنا حين تأتي سيرتك "السيسي هيمشي"
سيدى الرئيس، إن
لم تكن تعلم ذلك فأنت فاشل، وإن كنت تعلم، وأنا أعلم أنك تعلم ذلك جيدا، فأنت فاسد
وفى كل الأحوال أنت مجرم وقاتل، ان لم تقتل المصريين بالرصاص فانت تقتلهم بالفقر
وتحاصرهم بالمرض والجوع .. أخي ومن هم مثله أولي بثمن السجادة الحمراء التي دهست
عليها بموكبك الفاخر، الذي يكفي لبناء مدرسة متكاملة وملائمة لرعايتهم، وبدلا من
أن تشريعات التي تعمل علي تسريح العاملين بالحكومة سخر طاقتهم لخدمة من اخي وغيره،
وبدلا من المليارات المهدرة لبيع الاوهام بعوائد قناة السويس الجديدة كان عليك أن
تطوير المنظومة الصحية بزيادة ميزانيتها والعمل علي تقديم خدمة صحية تصون بها حرمة
المرض وتخفف عن آلام المرضي وتكفيهم ذل الاحتياج للعلاج، إن أبي وأمي يكرهونك لأن
من سبقوك سرقوا ايامهم وسلبوهم الحياة الكريمة وأتوهم من الذل والمهانة وسقوهم من
الالم فى أيامهم الاخيرة ما لم يستحقوه، وانت علي درب من سبقوك تسير .
أما أنا يا سيدى الرئيس سأكرهك بقدر ما رأيت أمي وهي وحيدة تتألم وتقاوم المرض
اللعين كي تبقي أسرتنا فى أمان وكى لا يعيش أخي دونها وهو بحاجة أكثر مني لها فى
بلد فقدنا فيها الونس واحتلت نفوسنا الغربة، سأكرهك بقدر ما سيتألم أبي وهو مستكين
لمرضه اللعين خائفا من مهانة النهاية داخل مصانع الموت برعايتك، سأكرهك قدر الالم والانكسار الذي رأيته فى عيون المرضي النائمين علي سلالم معهد الأورام، لقد كرهت مبارك حين صوب عساكره الرصاص علي
جباهنا فى ميادين ثورة يناير المجيدة، أما انت فأكرهك أكثر لأنك تركت من قتلونا
يفرون دون حساب، بل جئت لتنتقم لهم منا لأننا فقط نريد كرامة انسانية وحياة بلا
فقر ولا جوع ولا مهانة .. وسرت علي نفس الدرب، لذا يا سيدى الرئيس فلتعلم أني أكرهك.
أسماء الجريدلي